جريدة شرق

                                    أوئدوا الفتنة

                                                              بسم الله الرحمن الرحيم
                                                         
كانت افتتاحية العدد الثاني لشرق غير التي تقرؤون لكن لسبب تقني وبسبب صعوبة الظروف التي نعمل بها فقد فقدنا ارشيف العدد الثاني قبل اصداره فذهبت بعض المواد ومنها افتتاحية العدد الثاني ان العمل الاعلامي والتقني داخل سوريا بهذه الظروف صعب جداً بسبب صعوبة الاتصال بالنت و ظروف التنقل داخل المناطق المحررة في الريف الشرقي فمكاننا ليس بثابت ولدينا مشكلة مع برامج الكمبيوتر لصعوبة الحصول على برامج اصلية وكذلك الأجهزة فكم من مرة فقدنا اجهزة كمبيوتر وهاردات وغيرها قدر الله وماشاء فعل ولنا في هذا الموضوع ملف خاص في الاعداد القادمة.
الافتتاحية السابقة كانت عن براميل الموت التي تساقطت على حلب وزيف المجتمع الدولي ومدعي الانسانية لكن تطور الاحداث يحتم عليّ ان اكتب في الفتنة التي تدور رحاها بين الكتائب وهذا الموضوع ليس ببعيد عن ذاك وان كانت كافة المواضيع في الثورة السورية مرتبطة ببعضها فالقضية واحدة والهم واحد والمشاكل والاخطاء المتراكمة انفجرت بوجهنا اليوم حتى صرنا على شفى حفرة من نار تأكل ما قدمنا خلال ثلاث سنوات وتؤخر نصراً كنا نحسبه قريب.
غفل الناس عن هذه الفتنة وانخدعوا بالفضائيات ووسائل الإعلام واتخذوا مواقفهم من هذه الفتنة وتعصبوا لفصيل دون الآخر منجرين وراء عواطفهم ووقعت جرائم ومجازر بأيدي المسلمين بعضهم ببعض نبرأ من كل قطرة دم مسلم اريقت بغير وجه حق .
 ومن اطوار هذه الأمة في التاريخ اختلاف ملوكها وقادتها وامرائها وذاقت من خلافهم الويلات وجلبت للأمة الشر والبلاء فتشتت الشمل وتصدعت الوحدة ثمَ لم حاسب المسلمون انفسهم ولجئوا إلى ربهم كشف الله كربتهم أبدل خوفهم أمناً وذلّهم عزّاً فأين نحن من التاريخ ,وأين نحن من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما حذر من الفتن التي تموج كقطع الليل المظلم بين يدي الساعة فقد ذكر أنه يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا،
وكلما قلنا ان الفتنة وئدت وانطفئت نارها تندلع في مكان جديد أين الحكمة والعقل في تدبر ما يجري من أحداث والانجرار الى قتال لا نعلم نهايته, والله انها جريمة نكراء ان يقتل ثائر أو مجاهد تمكيناً لكتيبة وعزة لأمير فكيف تّسير الأرتال وتجهز السيارات المفخخة لقتل مسلم وتترك جبهات القتال ليأخذها نصيرية الأسد وشيعته, الإسلام لم يسع ابتداء إلى سفك الدماء بل حرص على حقنها والحري بالمجاهد ان يجاهد نفسه في قبول الحق والعمل بالكتاب والسنة وان خالف رأيه وهواه قال الله تعالى { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم »  وقوله صلى الله عليه وسلم : « أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما »
مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشر سنة يدعو الى الله وحده ولقي من قريش اذى كبير هو وأصحابه فعذبوهم وسجنوهم وتحملوا من قريش ولم تسجل حادثة دافع فيها مسلم عن نفسه بالسيف إلى ان اذن الله ورسوله بالهجرة ثم القتال
أننا في مرحلة جهاد وبناء لم نصل لتكوين دولة بعد فكيف نقيم دولة وسوريا مازالت محتلة وحتى المناطق المحررة منها تطالها الطائرات والمدفعية وصواريخ السكود لننهي النظام القائم ولنكون دولة على منهاج النبوة تقيم العدل والشورى والمساواة والحرية واحترام الكرامة بين الناس, في كل المناطق ومن كل الفصائل هناك تجاوزات واخطاء كنا نسكت عنها بغية الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة اعتى قوى العالم فمهما طال  الزمن سيأتي يوم يحاسب به الجميع فمن فتح تلك الملفات ومن خلط الاوراق وقلب الطاولة رأساً على عقب لندخل دائرة صراع داخلي المستفيد الوحيد منه هو بشار وعصابته, من أين جاءت مصطلحات الصحوات والمرتدين والعملاء وبالأمس كان الجميع في خندق واحد ومن أعطى الحق لجماعة ما ان تكون وكيل على الاسلام تصنف الناس في خانة الكفر والإيمان وتطلق الحكم بالردة وتقبل التوبة وتقتل من تقتل باسم الاسلام اخطأت الدولة في تعاملها مع هذه الفتنة وكان يجب ان تتعامل بحكمة وسياسة فدولة الإسلام الأولى قامت على عاملين اساسيين هما الرحمة والقوة فأين الرحمة بإخوتكم المجاهدين وأين القوة على اعدائكم ,الدول الإسلامية نقلت الناس من الفوضى الى النظام ومن الخوف إلى الأمن ومن الاضطراب الى الاستقرار فماذا فعلت دولة الاسلام الآن, وكذلك أخطئ الجيش الحر والكتائب الاسلامية ونسوا ان من يحاربونهم كانوا في صفوفهم سابقاً فكيف يكونوا عملاء وكل التنظيمات قابلة للاختراق والجميع على خطأ لجلوسهم في مناطق محررة وتكديسهم السلاح بعيداً عن الجبهات ,فكفانا اتهامات وتخوين ولنعد لساحات القتال ,
اليوم يجب تطويق هذه الفتنة والحد من انتشارها والعمل على تشكيل مجلس شورى للمجاهدين ومحكمة شرعية ووقف القتال فوراً ولنا في صلح الحديبية اعظم مثال فقد جاء في قضية الحديبية: أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد مع المشركين صلحًا، قد يبدو في أول النظر أن فيه إجحافًا بحقوق المسلمين، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: (بلى). قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟! قال: (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني).
ومن نظر في الفوائد التي ترتبت على هذا الصلح، وجدها من العظم بحيث لا يعد الصلح وقبول ما تمسك به المشركون من الشروط إلا شيئًا لا يقام له وزن، وعرف أن السياسة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوم سبيلًا مما بدا لعمر بن الخطاب  رضي الله عنه في نظرته الأولى.
وهذا جرى بين المسلمين والكفار فكيف ونحن نقاتل بعضنا البعض فما ان نضع اتفاقية صلح حتى يصبح الجميع على المحك ومن لا يلتزم نتبين مشروعه وارتباطاته واهدافه ونحن منه براء وواجب علينا حينذاك رده للطريق الصحيح بأي الطرق.
ومن فتنة الأندلس لنا العبر, فإن الاسبان لما طغوا على ملوك الطوائف بالأندلس، وشعر هؤلاء الملوك بضعفهم عن مقاومتهم، ظهر للمعتمد بن عباد ملك إشبيلية أن يستعين في دفاعهم بسلطان المغرب يوسف بن تاشفين، فقال له بعض أولئك الملوك: نخشى أن يدخل بلاد الأندلس، ويرد العدو، ثم يبسط سلطانه علينا، فقال المعتمد تلك المقالة الخالدة: (لأن أرعى الجمال خير من أن أرعى الخنازير!).

                                                                                                                                                                                                                                            علي فجر المحمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

© جميع الحقوق محفوظة 2015. Way2themes تعريب مداد الجليد